تصوير: ميشيل حنا |
مصر الجديدة، أو واحات هليوبوليس كما كانت تعرف قديما، هي مدينة نشأت من خط ترام.
كان رجل الأعمال والمغامر البلجيكي البارون إدوارد أمبان قد قام عام 1905 بمد خط سكة حديد من أقصى أطراف القاهرة المأهولة في ذلك الوقت، ولمسافة 15 كيلومترا في قلب الصحراء. كان خط الترام الذي يسير وحده وسط العدم مدعاة لسخرية كل من رآه، لكن في النقطة التي وصل إليها الخط انبثقت من الرمال مدينة ساحرة، شكلت نقطة جذب لأطياف عديدة أبهرتها تجربة الحياة في واحة وسط الصحراء، وسحرتها نزهة الترام الأسطورية وهو يقطع هذه المسافة الكبيرة بمقاييس ذلك الوقت بسرعة هائلة، وسرعان ما امتد العمران حول خط الترام ولم تعد الواحة تقع في الصحراء، بل في وسط المدينة التي ابتلعتها.
خط الترام التاريخي هذا يتم – للأسف- إزالته الآن، ومعه يُزال جزء آخر من تاريخنا وذاكرتنا البصرية، حيث بدأ العمال بالفعل في إزالة قضبان خط مترو الميرغني، في قرار متعجل وغير مدروس، بينما يمكن بقليل من التطوير لقطارات المترو أن يستعيد مجده الذي كان، وبتكلفة أقل بكثير من تكلفة الإزالة وإنشاء وسائل مواصلات بديلة.
هذه مناشدة أخيرة من سكان مصر الجديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأننا حقا لا نستطيع أن نتصور مصر الجديدة بدون المترو.